كرامة الاستقامة
ثم مما ينبغي على الإنسان أن يعلمه: أن الاستقامة على أمر الله هي أعظم كرامة، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل حين قاله له: ( قل آمنت بالله ثم استقم )، وكما قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * (( نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ))[فصلت:30-31]، فالأولياء الحقيقيون هم المستقيمون على الإيمان، الذين ثبتهم الله فلم ينحرفوا، ولم يزيغوا عنه، وهؤلاء هم الذين يدعونه، ويتضرعون إليه، فيستجيب لهم إن شاء في الدنيا، أو يؤخرها لهم إلى الآخرة، وهؤلاء هم عباد الله، وحال أكثر عباد الله على هذا، فلا يستعجل الإنسان أنه إذا أطاع واستقام على أمر الله أنه لا بد أن يحصل له أمور من هذه الخوارق.